داخل القطار

داخل القطار

اصوات عجلات القطار المميزه تتسارع ، اصوات بشريه متتداخله تحيط بك من كل جانب ،الكل مشغول ويستعد ليتأقلم مع الوضع الذي سوف يبقي عليه لمده لا بأس بها وهي مدة سفره

حاله من السكون سادت ارجاء العربه التي اركب بها اللهم الا بعض المقاعد وكان منها المقعد الذي اجلس فيه
ورزقني الله بثلاث من الدكاتره واخذوا يتحدثون عن موضوع جذب انتباهي بشدة فأنصت لهم وتابعت الحوار

كان محور حديثهم عن الازمه الصحيه التي تمر بها مصرنا المحروسه حيث انتشار الامراض بكثره في جميع اوساط الشعب وفي نفس الوقت الخدمه المتدنيه الموجوده داخل المستشفيات ,ناهيك عن حال الاطباء اليوم والكوارث التي تتم بسببهم

بس هما مش كانوا بيتكلموا في المشكله زي ماكلنا بنعمل ،ولكن علي العكس تماما كانوا بيكلموا في مشروع هما بصدد الاعلان عنه لنظام طبي متكامل هايحاولوا من خلاله يقدمه نموذج يحتذي بيه في حل المشكله ديه وكانوا بيناقشوا تفاصيل المشروع الجديد من نوعه في مصرنا المحروسه


عم الصمت داخل ارجاء المكان مره اخري وذهبت الي احد الاماكن شبه الخاليه كي اخلد الي النوم وفوجئت باصوات تتعالي من المقعد الخلفي لي مباشرة وسمعت مجموعه من الشباب تتحدث عن حال مصرنا المحروسه وبدأواينتقدوا في كل شئ

تكلموا عن الحاله السياسيه التي تمر بها البلد وماوصلت اليه من فوضي وعشوائيه وعن الحالة الاقتصاديه وماوصل اليه حال المواطن من الفقر والمستوي المعيشي المتدني .......وهكذا في كل المجالات الاخري

لا اخفيكم سرا انه كان كلاما موزونا وله وقع علي الاذن وبنسبه كبير جدا جدا كلاما
لا يختلف اثنين علي صحته ولكن ما أدهشني هو الاتي

اخذوا بعد هذا التوصيف الرائع للمشاكل يتحدثون عن الاحزاب والجماعات الموجوده علي الساحه وبدأوا في انتقادها ايضا وهم متحمسون جدا للقول بان هذه الحكومه لاتجدي معها نفعا وانه لابد من ان يحدث شئ الهي لتغيير الوضع الذي نمر به

وصمتوا جميعا بدون ان يقدموا اي حلول لهذا الوضع القائم وبلا اي نيه للمشاركه في اي عمل اصلاحي
فقط هما قادرون علي الكلام المعسول والمؤدي الي الاحباط (هذا ما يجيدونه فقط)

بين هذا الموقف والموقف السابق خلدت الي النوم وتذكرت في احلامي وانا نائم هذه المقوله للدكتور صلاح صالح الراشد في كتاب (كيف تخطط لمستقبلك)
"ان هذه الامة تقوم بأطباء ومهندسين وعلماء هندسه وراثيه واساتذة شريعه وعلماء كيمياء ومليارديرات منفقين ودعاة حريه ودفاع عن حقوق الانسان وامهات متعلمات متصبرات فقيهات .....الخ"
ورأيت في المنام بعد ذلك امثله عديده للنموذج الاول الذي ذكرته فهولاء المهندسون متجمعون لمناقشة احد المشاريع التي تسهم في حل جزء من مشكله الاسكان التي نعيش فيها اما هولاء الاقتصاديون فهم منشغلون في تفاصيل المشروع الذي يسهم في حل جزء كبير من مشكلة البطاله وتدني الحاله المعيشيه للمواطن وهولاء الصحفيون منشغلون في اعداد الخطه التي تسهم في كشف الفساد والمفسدين وهؤلاء الدعاه تجمعوا ليواجهوا الحمله الاعلاميه التي ينجرف وراءها الكثير من الشباب ...........وهكذا كل في مجاله

افقت من حلمي وتمنيت من الله ان يتحول الحلم الي حقيقه وان اشارك في تحقيق هذا الحلم في مجال عملي وفي دعوتي وان لا اكون ممكن يكتفون برفع الشعارات والتنظير الذي لا فائده منه مالم ينبغي عليه عمل
اللهم آمين